بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
إن موت أخ أو أخت أم أو أب صديق أو زميل لفاجعة ومصيبة من المصائب بنص القرأن الذي قال الله فيه " فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ " .
فنحن نقدر هذه العاطفة التى تخرج من أهل وأصدقاء كل ميت شرط أن لا تزداد هذه العاطفة عن البكاء وقول ما يرضي الله فرسول الله وهو من هو في عبادة الرضا بقضاء الله وقدره بكى على فقدان ولده ابراهيم وقال ما نصه : إن العين تدمع وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .رواه البخاري .
شيء مؤسف !!
ولكن المحزن المبكي فعلاً أن ترى أهل الميت وأصدقائه لا يتذكرونه بعد وفاته إلا بالبكاء فقط ، تجد أمه مثلا أو أخته تمسك بصورته وتنظر إليها وتقبلها وتبكي !!
تجد أخوه أو صديقه كلما جاءت سيرته يبكي !!
وكل هذا يا ساده لن ينفع الميت أبدا
فالميت في قبره إما منعماً يأمل أن يُزاد له في حسناته لترتفع درجته أكثر وأكثر حتى يصل إلى الفردوس الأعلى ؛ وإما والعياذ بالله معذباً لكثرة سيئاته ويأمل من إخوانه أن يعينوه بأعمال صالحة تزداد بها حسناته ليرفع عنه العذاب .
ما أفرح الشيطان بنا
ونحن ما أفرح الشيطان بنا كلما ذكرنا ميتنا نبكي وفقط !!
أفلا تذكرناه بعمل صالح ؟!
ألا رفعنا أيدينا نبتهل وندعو الله أن يرحمه !!
ولعل سائل يسأل هل ينتفع الميت بما يهدى إليه من أعمال صالحة
والإجابة أسوقها إليكم من كتاب الفتاوى لابن تيمة والذي سرد فيه واحدا وعشرين دليلا على أن الأموات ينتفعون بالأعمال الصالحة التى تهدى إليهم.
فإن الأحاديث الواردة في جواز إهداء ثواب الأعمال الصالحة إلى الأموات أحاديث صحيحة ثابتة؛ ففي جواز إهداء ثواب الحج جاءت أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين، أكنت قاضيتيه؟ اقضوا الله؛ فالله أحق بالوفاء.
وفي جواز إهداء ثواب الصدقة جاءت أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه«أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالا ولم يوص، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟، قال: نعم».
وجاء في جواز الدعاء للأموات أحاديث كثيرة - أيضا - منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وروى مسلم - أيضا - في صحيحه عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل»[i]
وفي رواية «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة. عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل».
وكذلك جاء في جواز قضاء الصيام الواجب عن الأموات؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه».
وروى الشيخان - أيضا - عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن امرأة أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: أرأيت لو كان عليها دين، أكنت تقضينه؟ قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء».
إذا فالأحاديث السابقة صريحة الدلالة على جواز إهداء الثواب إلى الأموات، وكذا وصول هذا الثواب إليهم، وقد اتفق علماء الأمة قديما وحديثا على أن الأموات ينتفعون بسعي الأحياء، فقد أجمعوا على أن الميت ينتفع بالشيء الذي تسبب به في حياته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
واتفقوا - أيضا - على صحة انتفاع الأموات بثواب الدعاء والصدقة والحج والعمرة والصوم الواجب؛ لدلالة الأحاديث الصحيحة الثابتة على مشروعية ذلك.
قال الشافعي في"الأم": "يلحق الميت من فعل غيره وعمله ثلاث: حج يؤدى عنه، ومال يتصدق به عنه أو يقضى، ودعاء"
وذكرشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – في فتاويه أن من أسباب دفع العقوبة عن العبد "ما يُعمل للميت من أعمال البر؛ كالصدقة ونحوها؛ فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة، واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت في الصحيحينأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»، وثبت مثلذلك في الصحيح من صوم النذر من وجوه أخرى
وقال - رحمه الله - عن الدعاء للميت: "هذه العبادة ينتفع بها الميت بإجماع المسلمين، ومن جحدها كفر.
وقال تلميذه ابن القيم في كتابه "الروح":
"تنتفع أرواح الموتى من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة من الفقهاء وأهل الحديث والتفسير؛ أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته ؛ والآخر: دعاء المسلمين له واستغفارهم له، والصدقة، والحج على نزاع ما الذي يصل من ثوابه: هل ثواب الإنفاق أم ثواب العمل".
ومما سبق يتأكد إجماع العلماء على صحة إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت، وكذا انتفاع الأموات بهذا الثواب، بل ذهب بعض العلماء إلى أن الميت ينتفع بكل قربة يهديها إليه الحي، وينفعه ثوابها
إذا فماذا نصنع لموتانا ولأنفسنا كي ننتفع بهذا العمل في قبورنا وتكون علينا وعليهم روضة من رياض الجنة ؟
علينا أن نفكر يا إخواني ويا أخواتي في الأعمال الصالحة التى تدوم لأطول فترة ويتعدد نفعها على أكثر عدد ممكن من الناس مسلمين وغير مسلمين وهذا ما نفهمه من قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال " صدقة جارية ".
فالصدقة التى أشار إليها النبي ليست هذه التي نعطيها لفقير في يده وفقط !!
لا هذه الصدقة جارية تدوم طيلة حياتك وتستمر بعد مماتك
لعل السؤال سيتجدد ما هي صور هذه الصدقات هل هي مجموعة من المصاحف نضعها في المساجد أم خزانات مياه باردة توضع في الشوارع ؟!!
أقول : هذه صور من الصدقات الجارية ولكنها للأسف ليست دائما الثواب فمثلا شراء المصاحف وتركها في المساجد عمل طيب ينفع الأحياء ويعود ثوابه للأموات ولكن عدد الذين سيقرأوا فيها يوميا .. كم ؟؟!!
وهل سيقرأ فيها كل يوم أم أيام الجمعة أم أيام رمضان ؟
إذا فشراء المصاحف وتوزيعها عمل جيد ولكنها لا يعود على الإنسان الحي أو الميت بثواب كبير إلا في أوقات معينه وأيام معينه
وكذلك هو الأمر على خزانات المياه الباردة التي توضع في الشوارع ليشرب الناس منها عمل رائع وثوابه عظيم لكن كم عدد المنتفعين ؟ وهل كل الناس تشرب من المياه الموجودة في الشوارع بدون تأفف حتى وإن كانت باردة ؟ وهل خزان المياه هذا سيدوم طيلة الحياة ؟!
إذا فإن أردنا ثوابا كبيرا مستمراً لأطول فترة ممكنة ليعود على حينا وميتنا علينا أن نفكر في مشاريع عملاقة للصدقة الجارية بأقل تكلفة ممكنة وكل على حسب طاقته وبهذه الرؤية أقدم لكم هذه الأفكار والمقترحات .
· تبرع بكل ملابسك القديمة أو ملابس من توفي لك على المحتاجين لها فمدة بقاء هذه الملابس عند المحتاجين هي مدة ثوابك إن أخلصت النية
· تبرع بمبلغ مالي لفتاة تريد أن تتزوج لتشترى ما تحتاجه في بيت الزوجية وانوى أنك تساعد في بناء أسرة مسلمة وتعف زوجين وتخيل مقدار الثواب الذي سيعود عليك طيلة بقاء هاذين الزوجين ، وياله من ثواب عملاق أن أنجبا أولادا وبناتا صالحين فثواب هذه الذرية سيوضع في كفة حسناتك لأنك ساهمت في زواج والدهما ، ولعل الذرية تكبر وتصير عائلة كاملة تعود في كفة حسناتك لهذا المبلغ الذي تبرعت به لجدهما وجدتهما منذ عشرات السنين فأعنتهما على الزواج وإيجاد هذي الأسرة التى أصبحت عائلة !
· تبرع لكل مسجد يبنى ولو بأقل القليل ، ساهم في بناءه بوقتك أو بجهدك أو بمالك ولا تحترق أي عمل ، وأبشر فكل من سيصلى في هذا المسجد سيكون في كفة حسناتك أنت وكل من شارك ؛ وكل من سيتوب ، وكل من سيصلي وكل من سيستمع لخطبة وكل .. إلخ
· تبرع بمبلغ لمستشفى من المستشفيات ، كمستشفى السرطان ، أو لمستشفيات غسيل الكلى أو غيرها فتخفيفك ولو بقليل من المال لآلام كل مصاب سيدخلها سيوضع في كفة حسناتك و حسنات من ستهدي له هذا العمل
· تبرع لبناء مدرسة يتعلم فيها الناس وكل من سيدخل هذه المدرسة ويتعلم وينتج ويعلم غيره سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اكفل طالب في مدرسة أو شاب يريد حفظ القرأن أو تبرع بقيمة الدرس الخصوصى له أو بأجر المحفظ وكل هذا سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اذهب إلى مكتبة إسلامية واسأل عن أكثر الكتب مبيعاً لديهم وادعم هذا الكتاب بمبلغا من المال ليرخص سعره ويزداد انتشارة وكل هذا سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· خصص شقة في عمارتك للطلبة المغتربين من باب ( وبيتاً لابن السبيل بناه ) أو على الأقل خفض سعر إيجارها وانوى أنها صدقة جارية
· تبرع بالدم دائما فلعل قطرة دم منك تنقذ إنسانا كاد يشرف على الموت فتكون عافيته وأعماله بعد ذلك في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اجلس مع نفسك وفكر وانوى ان تفعل كل هذه الأعمال بلا استثناء وزد عليها واعلم أنك مجزي بنيتك حتى وإن لم تفعلها لضيق مادي أو غيره
هذا ما هديت إليه والحمد لله رب العالمين
منقول للفائده لي ولكم
دعواتكم لصاحب الموضوع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
إن موت أخ أو أخت أم أو أب صديق أو زميل لفاجعة ومصيبة من المصائب بنص القرأن الذي قال الله فيه " فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ " .
فنحن نقدر هذه العاطفة التى تخرج من أهل وأصدقاء كل ميت شرط أن لا تزداد هذه العاطفة عن البكاء وقول ما يرضي الله فرسول الله وهو من هو في عبادة الرضا بقضاء الله وقدره بكى على فقدان ولده ابراهيم وقال ما نصه : إن العين تدمع وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .رواه البخاري .
شيء مؤسف !!
ولكن المحزن المبكي فعلاً أن ترى أهل الميت وأصدقائه لا يتذكرونه بعد وفاته إلا بالبكاء فقط ، تجد أمه مثلا أو أخته تمسك بصورته وتنظر إليها وتقبلها وتبكي !!
تجد أخوه أو صديقه كلما جاءت سيرته يبكي !!
وكل هذا يا ساده لن ينفع الميت أبدا
فالميت في قبره إما منعماً يأمل أن يُزاد له في حسناته لترتفع درجته أكثر وأكثر حتى يصل إلى الفردوس الأعلى ؛ وإما والعياذ بالله معذباً لكثرة سيئاته ويأمل من إخوانه أن يعينوه بأعمال صالحة تزداد بها حسناته ليرفع عنه العذاب .
ما أفرح الشيطان بنا
ونحن ما أفرح الشيطان بنا كلما ذكرنا ميتنا نبكي وفقط !!
أفلا تذكرناه بعمل صالح ؟!
ألا رفعنا أيدينا نبتهل وندعو الله أن يرحمه !!
ولعل سائل يسأل هل ينتفع الميت بما يهدى إليه من أعمال صالحة
والإجابة أسوقها إليكم من كتاب الفتاوى لابن تيمة والذي سرد فيه واحدا وعشرين دليلا على أن الأموات ينتفعون بالأعمال الصالحة التى تهدى إليهم.
فإن الأحاديث الواردة في جواز إهداء ثواب الأعمال الصالحة إلى الأموات أحاديث صحيحة ثابتة؛ ففي جواز إهداء ثواب الحج جاءت أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت، أفأحج عنها؟ قال: نعم حجي عنها، أرأيت لو كان على أمك دين، أكنت قاضيتيه؟ اقضوا الله؛ فالله أحق بالوفاء.
وفي جواز إهداء ثواب الصدقة جاءت أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه«أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالا ولم يوص، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟، قال: نعم».
وجاء في جواز الدعاء للأموات أحاديث كثيرة - أيضا - منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
وروى مسلم - أيضا - في صحيحه عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، إلا قال الملك: ولك بمثل»[i]
وفي رواية «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة. عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل».
وكذلك جاء في جواز قضاء الصيام الواجب عن الأموات؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه».
وروى الشيخان - أيضا - عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن امرأة أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: أرأيت لو كان عليها دين، أكنت تقضينه؟ قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء».
إذا فالأحاديث السابقة صريحة الدلالة على جواز إهداء الثواب إلى الأموات، وكذا وصول هذا الثواب إليهم، وقد اتفق علماء الأمة قديما وحديثا على أن الأموات ينتفعون بسعي الأحياء، فقد أجمعوا على أن الميت ينتفع بالشيء الذي تسبب به في حياته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».
واتفقوا - أيضا - على صحة انتفاع الأموات بثواب الدعاء والصدقة والحج والعمرة والصوم الواجب؛ لدلالة الأحاديث الصحيحة الثابتة على مشروعية ذلك.
قال الشافعي في"الأم": "يلحق الميت من فعل غيره وعمله ثلاث: حج يؤدى عنه، ومال يتصدق به عنه أو يقضى، ودعاء"
وذكرشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – في فتاويه أن من أسباب دفع العقوبة عن العبد "ما يُعمل للميت من أعمال البر؛ كالصدقة ونحوها؛ فإن هذا ينتفع به بنصوص السنة الصحيحة، واتفاق الأئمة، وكذلك العتق والحج، بل قد ثبت في الصحيحينأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه»، وثبت مثلذلك في الصحيح من صوم النذر من وجوه أخرى
وقال - رحمه الله - عن الدعاء للميت: "هذه العبادة ينتفع بها الميت بإجماع المسلمين، ومن جحدها كفر.
وقال تلميذه ابن القيم في كتابه "الروح":
"تنتفع أرواح الموتى من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة من الفقهاء وأهل الحديث والتفسير؛ أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته ؛ والآخر: دعاء المسلمين له واستغفارهم له، والصدقة، والحج على نزاع ما الذي يصل من ثوابه: هل ثواب الإنفاق أم ثواب العمل".
ومما سبق يتأكد إجماع العلماء على صحة إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت، وكذا انتفاع الأموات بهذا الثواب، بل ذهب بعض العلماء إلى أن الميت ينتفع بكل قربة يهديها إليه الحي، وينفعه ثوابها
إذا فماذا نصنع لموتانا ولأنفسنا كي ننتفع بهذا العمل في قبورنا وتكون علينا وعليهم روضة من رياض الجنة ؟
علينا أن نفكر يا إخواني ويا أخواتي في الأعمال الصالحة التى تدوم لأطول فترة ويتعدد نفعها على أكثر عدد ممكن من الناس مسلمين وغير مسلمين وهذا ما نفهمه من قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال " صدقة جارية ".
فالصدقة التى أشار إليها النبي ليست هذه التي نعطيها لفقير في يده وفقط !!
لا هذه الصدقة جارية تدوم طيلة حياتك وتستمر بعد مماتك
لعل السؤال سيتجدد ما هي صور هذه الصدقات هل هي مجموعة من المصاحف نضعها في المساجد أم خزانات مياه باردة توضع في الشوارع ؟!!
أقول : هذه صور من الصدقات الجارية ولكنها للأسف ليست دائما الثواب فمثلا شراء المصاحف وتركها في المساجد عمل طيب ينفع الأحياء ويعود ثوابه للأموات ولكن عدد الذين سيقرأوا فيها يوميا .. كم ؟؟!!
وهل سيقرأ فيها كل يوم أم أيام الجمعة أم أيام رمضان ؟
إذا فشراء المصاحف وتوزيعها عمل جيد ولكنها لا يعود على الإنسان الحي أو الميت بثواب كبير إلا في أوقات معينه وأيام معينه
وكذلك هو الأمر على خزانات المياه الباردة التي توضع في الشوارع ليشرب الناس منها عمل رائع وثوابه عظيم لكن كم عدد المنتفعين ؟ وهل كل الناس تشرب من المياه الموجودة في الشوارع بدون تأفف حتى وإن كانت باردة ؟ وهل خزان المياه هذا سيدوم طيلة الحياة ؟!
إذا فإن أردنا ثوابا كبيرا مستمراً لأطول فترة ممكنة ليعود على حينا وميتنا علينا أن نفكر في مشاريع عملاقة للصدقة الجارية بأقل تكلفة ممكنة وكل على حسب طاقته وبهذه الرؤية أقدم لكم هذه الأفكار والمقترحات .
· تبرع بكل ملابسك القديمة أو ملابس من توفي لك على المحتاجين لها فمدة بقاء هذه الملابس عند المحتاجين هي مدة ثوابك إن أخلصت النية
· تبرع بمبلغ مالي لفتاة تريد أن تتزوج لتشترى ما تحتاجه في بيت الزوجية وانوى أنك تساعد في بناء أسرة مسلمة وتعف زوجين وتخيل مقدار الثواب الذي سيعود عليك طيلة بقاء هاذين الزوجين ، وياله من ثواب عملاق أن أنجبا أولادا وبناتا صالحين فثواب هذه الذرية سيوضع في كفة حسناتك لأنك ساهمت في زواج والدهما ، ولعل الذرية تكبر وتصير عائلة كاملة تعود في كفة حسناتك لهذا المبلغ الذي تبرعت به لجدهما وجدتهما منذ عشرات السنين فأعنتهما على الزواج وإيجاد هذي الأسرة التى أصبحت عائلة !
· تبرع لكل مسجد يبنى ولو بأقل القليل ، ساهم في بناءه بوقتك أو بجهدك أو بمالك ولا تحترق أي عمل ، وأبشر فكل من سيصلى في هذا المسجد سيكون في كفة حسناتك أنت وكل من شارك ؛ وكل من سيتوب ، وكل من سيصلي وكل من سيستمع لخطبة وكل .. إلخ
· تبرع بمبلغ لمستشفى من المستشفيات ، كمستشفى السرطان ، أو لمستشفيات غسيل الكلى أو غيرها فتخفيفك ولو بقليل من المال لآلام كل مصاب سيدخلها سيوضع في كفة حسناتك و حسنات من ستهدي له هذا العمل
· تبرع لبناء مدرسة يتعلم فيها الناس وكل من سيدخل هذه المدرسة ويتعلم وينتج ويعلم غيره سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اكفل طالب في مدرسة أو شاب يريد حفظ القرأن أو تبرع بقيمة الدرس الخصوصى له أو بأجر المحفظ وكل هذا سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اذهب إلى مكتبة إسلامية واسأل عن أكثر الكتب مبيعاً لديهم وادعم هذا الكتاب بمبلغا من المال ليرخص سعره ويزداد انتشارة وكل هذا سيكون في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· خصص شقة في عمارتك للطلبة المغتربين من باب ( وبيتاً لابن السبيل بناه ) أو على الأقل خفض سعر إيجارها وانوى أنها صدقة جارية
· تبرع بالدم دائما فلعل قطرة دم منك تنقذ إنسانا كاد يشرف على الموت فتكون عافيته وأعماله بعد ذلك في كفة حسناتك وحسنات من ستهدى له هذا العمل
· اجلس مع نفسك وفكر وانوى ان تفعل كل هذه الأعمال بلا استثناء وزد عليها واعلم أنك مجزي بنيتك حتى وإن لم تفعلها لضيق مادي أو غيره
هذا ما هديت إليه والحمد لله رب العالمين
منقول للفائده لي ولكم
دعواتكم لصاحب الموضوع