بسم الله الرحمن الرحيم
الغفلة تأتي بمعنى اللهو والنسيان والاشتغال بالتافه عن الجليل وبالحقير عن الخطير والكبير، وقد أتت في توصيف الشرع لها كتابًا وسنة في معرض الذم والتنفير ، والتنبيه والتحذير ، فهي سمة الكفار والعصاة والمفرطين .
فما أوتي كافر إلا من غفلة وعدم إدراك لحقائق الإيمان ، وانصراف بكل الحواس إلى عوالم المادة والحس القريب ، فكأنه لا سمع ولا أبصر ولا وعى ولا أدرك ولا علم ولا أنجز ، حيث فاتته حقيقة الانتفاع الكامل بما أودعه الله من آلات العلم والفهم والعطاء.
وما أوتي عاصٍ إلا من غفلة استحكمت في لحظة عابرة ،أو زمان ممتد فأدت إلى خطيئة سوّدت الصحيفة ورانت على القلب .
وما فرّط مفرّط في أمانة تحملها إلا جراء غفلة عن واجب أدّت إلى تهاون في الأداء وسذاجة في تقدير العواقب ، حتى يفيق على مصيبة تحل أو كارثة تنزل ، فيصحو بعد انفلات ويندم بعد فوات وهيهات .
إن من أعظم سمات العقلاء يقظة وحذر ووعي وتذكر واستبصار ،فكأن بصائرهم قد تجاوزت أبصارهم من الظواهر إلى الخفايا ومن الحاضر إلى استشفاف ما هو آت بما ينبغي أن يستدل به عليه ، وما يجب أن يُتأهب له به.
وإن من أجل ما تُستدفع به الغفلة ذكرٌ يحيي القلب بالاتصال بالمولى ، فلا يدع فجوة ذهول يُكتب بها من الغافلين ، وفكرٌ ينير العقل بالتأمل والتدبر في تصاريف الأحوال وحصاد التجارب وتوارد العلوم والأخبار.
ومع هذا فهناك مواقف وحالات لا يخلو منها محيط أسرة أو عمل أو أي دائرة من دوائر العلاقات الإنسانية قد تستدعي تغافلاً وتجاهلاً وتجاوزًا بعدم الوقوف أو التتبع أو النظر أو المعاتبة والمحاسبة ن فقد قيل : تسعة أعشار العافية في التغافل ، فلأجل العافية من تدقيق لاطائل تحته سوى تراكم الحزازات واحتقانها في النفوس مما يُسقم ويُشقي ويكدر كل صفو لا يستغني عنه إنسان في علاقة متبادلة أيًا كانت درجتها أو رتبتها أو تصنيفها .
فلئن كانت الغفلة لبوس سفه وأمارة حمق وشعار غباء ، فالتغافل دلالة نضج عقل ورفيع خلق وسمو نفس وصفاء قلب ، فلا تفتيش ولا تنقيب ، فقد نهينا عن تتبع العورات والتجسس والتلصص ووسائل ذلك من استراق السمع أو اختلاس النظر أو الهجوم دون إذن أو الطروق في سواد ليل ولو من رجل على أهله ، وأمرنا بإحسان الظن والتماس المعاذير وتحري محامل الخير وتبرئة النوايا وإن زلت الجوارح فمن ذا الذي سلم ويسلم ، وما أنصف امرئ إلا عرف أن كله عورات وللناس من حوله ألسن وأعين وظنون ، يسري ذلك على أبوين مع أولاد أو زوجين مع بعضهما أو زملاء أو أصحاب إلى كل ما يُمكن تصوره من أواصر وروابط تتعين المحافظة على ألق الثقة المتبادلة فيها فلا يوجد أفضل من التغافل عن الزلات والمساوئ وسيلة لبقائها ونقائها ..
إنه خلق السادة ف ليس الغبي بسيد في قومه ….لكن سيد قومه المتغابي
الغفلة تأتي بمعنى اللهو والنسيان والاشتغال بالتافه عن الجليل وبالحقير عن الخطير والكبير، وقد أتت في توصيف الشرع لها كتابًا وسنة في معرض الذم والتنفير ، والتنبيه والتحذير ، فهي سمة الكفار والعصاة والمفرطين .
فما أوتي كافر إلا من غفلة وعدم إدراك لحقائق الإيمان ، وانصراف بكل الحواس إلى عوالم المادة والحس القريب ، فكأنه لا سمع ولا أبصر ولا وعى ولا أدرك ولا علم ولا أنجز ، حيث فاتته حقيقة الانتفاع الكامل بما أودعه الله من آلات العلم والفهم والعطاء.
وما أوتي عاصٍ إلا من غفلة استحكمت في لحظة عابرة ،أو زمان ممتد فأدت إلى خطيئة سوّدت الصحيفة ورانت على القلب .
وما فرّط مفرّط في أمانة تحملها إلا جراء غفلة عن واجب أدّت إلى تهاون في الأداء وسذاجة في تقدير العواقب ، حتى يفيق على مصيبة تحل أو كارثة تنزل ، فيصحو بعد انفلات ويندم بعد فوات وهيهات .
إن من أعظم سمات العقلاء يقظة وحذر ووعي وتذكر واستبصار ،فكأن بصائرهم قد تجاوزت أبصارهم من الظواهر إلى الخفايا ومن الحاضر إلى استشفاف ما هو آت بما ينبغي أن يستدل به عليه ، وما يجب أن يُتأهب له به.
وإن من أجل ما تُستدفع به الغفلة ذكرٌ يحيي القلب بالاتصال بالمولى ، فلا يدع فجوة ذهول يُكتب بها من الغافلين ، وفكرٌ ينير العقل بالتأمل والتدبر في تصاريف الأحوال وحصاد التجارب وتوارد العلوم والأخبار.
ومع هذا فهناك مواقف وحالات لا يخلو منها محيط أسرة أو عمل أو أي دائرة من دوائر العلاقات الإنسانية قد تستدعي تغافلاً وتجاهلاً وتجاوزًا بعدم الوقوف أو التتبع أو النظر أو المعاتبة والمحاسبة ن فقد قيل : تسعة أعشار العافية في التغافل ، فلأجل العافية من تدقيق لاطائل تحته سوى تراكم الحزازات واحتقانها في النفوس مما يُسقم ويُشقي ويكدر كل صفو لا يستغني عنه إنسان في علاقة متبادلة أيًا كانت درجتها أو رتبتها أو تصنيفها .
فلئن كانت الغفلة لبوس سفه وأمارة حمق وشعار غباء ، فالتغافل دلالة نضج عقل ورفيع خلق وسمو نفس وصفاء قلب ، فلا تفتيش ولا تنقيب ، فقد نهينا عن تتبع العورات والتجسس والتلصص ووسائل ذلك من استراق السمع أو اختلاس النظر أو الهجوم دون إذن أو الطروق في سواد ليل ولو من رجل على أهله ، وأمرنا بإحسان الظن والتماس المعاذير وتحري محامل الخير وتبرئة النوايا وإن زلت الجوارح فمن ذا الذي سلم ويسلم ، وما أنصف امرئ إلا عرف أن كله عورات وللناس من حوله ألسن وأعين وظنون ، يسري ذلك على أبوين مع أولاد أو زوجين مع بعضهما أو زملاء أو أصحاب إلى كل ما يُمكن تصوره من أواصر وروابط تتعين المحافظة على ألق الثقة المتبادلة فيها فلا يوجد أفضل من التغافل عن الزلات والمساوئ وسيلة لبقائها ونقائها ..
إنه خلق السادة ف ليس الغبي بسيد في قومه ….لكن سيد قومه المتغابي