..:: شمولية دعوة التوحيد .. كلمات ذهبية ::..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
قال الشيخ
..
.. فالكبر من أعظم الأمور شركًا ؛ لأن الإباء معارضة ومنازعة في أصل العبودية .
وقد حصلت مناظرات في أي الخطرين أعظم خطرًا :
عبادة القبور أم عدم التحاكم للشريعة ،
فقالت طائفة : أصل التوحيد عبادة الله وحده ودعاؤه وحده ،
أما التحاكم إلى غير الشريعة فهو مخالفة في أصل الطاعة فقط فعارضتها طائفة أخرى .
وقد كان نشأ ذلك أيام الاحتلال الانجيزي لبلاد الهند عندما قام أبو الأعلى المودودي رحمه الله بالدعوة إلى ضرورة التحاكم إلى الشريعة وأن التشريع لابد أن يكون من الله ،
فعارضه آخرون وقالوا : بل العبادة أصلاً معناه الدعاء والطلب
فلابد أن تكون دعوتنا على أساس هذا .
وهذا من الخلط ؛
فكلا النوعين شرك وكفر لابد من محاربته .
في زماننا يُحاكَم أناس في بعض بلاد المسلمين بتهمة الدعوة لتطبيق الشريعة ،
فمجرد الدعوة جُرم تجب محاكمة صاحبه عندهم ،
وهذه علة إبليسية ؛ فإن هؤلاء يقولون : هذا الدين لا دخل لنا به ولا حاجة لنا إليه ،
ولن نعود إليه أبدًا ، قد تبنا منه وتبرأنا ونبذناه وأهله .
وهم مع ذلك لا يدعون أحدًا من دون الله ولا يعبدون القبور .
وإبليس كان شركه في الإباء والاستكبار عن أمر الله ،
لم يكن شركه في أنه يجعل بينه وبين الله في دعائه إليه واسطة مثلاً ،
ولا أنه كان يدعو أحدً من دون الله ،
وهو أصل كل شرك وكل شر في الأرض .
فإن عادة الناس أنها تأبى الكبر وترفضه ،
ولا تجدهم في العادة يقبلون قول قائل متكبر ،
ولكنهم في الحقيقة يقبلون هذا القول وتلك الدعوة تحت أستار ودعاوى ..
غير أن الشرك في الدعاء أكثر انتشارًا فهو أشد بلية .
وهذان النوعان من الكفر خطران جاثمان شديدان عظيمان .
ويقال أيضًا : الاختلاف لا يفيد في مثل ذلك عند حسن التأمل
بمقتضى النظر الصحيح والفهم السقيم .
فإن دعوة التوحيد متكاملة ولا يجوز تقطيع أوصالها ،
فإخلاص العبادة لله توحيد .. والتحاكم إلى شريعة الله توحيد ..
وطاعة الله ورسوله توحيد كذلك ..
وكذلك الحب في الله والبغض فيه والموالاة والمعاداة فيه كل ذلك من التوحيد ..
انتهى ..
من الكتاب الماتع ( الكواشف المضيةعن لآلئ رسالة العبودية ) ص107
للشيخ ياسر برهامي حفظه الله